عصيان مدني
كنت أتمناها ثورة كتبت من أجلها وناضلت وقاومت كل إغراءات النظام السابق في استمالتي لأني آمنت
أنها
قادمة ولما قامت تحمست لها حى بدأ المشهد يتكشّف أمامي رويداً رويداً حتى
انجلى تماماً، لم تكن ثورة، بل كانت أنقلاب إخواني في زي ثورة، انقلاب سابق
التجهيز تم الإعداد له ببراعة شديدة بالتعاون مع أجهزة خارجية ولكي لا
تظهر في البدء على أنها ثورة دينية تم إعداد كوادر ذات شكل ليبرالي، تارة
اشتراكي وتارة قومي وتارة ليبرالي إسلامي وتارة ليبرالي بحت لمحاولة تغطية
كل ألوان الطيف، وتم الترويج لكل هذا علي يد إعلاميين مأجورين ساهموا في
ساهموا في إظهار تلك النكرات الوطنية وتلك المطايا الإمعات وتصديرهم للمشهد
السياسي لمعرفة الإخوان المسبقة بصوبة خلخلة الكيانات الاجتماعية اليت
ارتبطت بالنظام السابق، وأخرجوا لما تلك المطايا لملء الفراغ السياسي الذي
حدث بعد سقوط آليات النظام السابق، وتم التخطيط لتلك المطايا الثورية على
أن تشتبك معنوياً ومادياً بالجيش المصري بما يمثله من ركيزة معنوية
واجتماعية لها جذورها في المجتمع المصري وذلك لمعرفة الإخوان المسبقة أن
العقبة الوحيدة التي سوف تقف حجر عثرة أمام استحواذهم الكامل على الوطن
ومقدراته هي الجيش، وقامت تلك المطايا بمساندة مطايا الإعلام المأجور لحشد
مشاعر الجمهير ضد الجيش والحط من قدره والتطاول على رموزه والاشتباك معه
ومع المؤسسة الأمنية التي تناولوها هي الأخرى بكل سوء لخلخلة الأمن الذي
سوف يتيح لهم استقدام خلاياهم الإرهابية وكذلك تجنيد صراصير المجتمع المصري
لتدخل في الحاشية الإخوانية، وأصبحت تلك الشبكة العميلة الجهنمية شوكة في
جانب مدنية مصر تعمل على إفشال كل تجمعات الوطنيين الحقيقيين الذين اكتشفوا
مبكراً عبثية وزيف المشهد الثوري، وذلك بافتعال المشاكل والصدام مع
المؤسستين العسكرية والأمنية كلما سنحت الفرصة، وسوف يظلّون عائقاً أمام أي
حشد جماهيري حقيقي يحاول أن يزيج تلك الغمّة الرابضة على صدر مصر، لهذا،
فالأمل في تحرّك جماهيري في الشارع دون حدوث صدام أو افتعال صدام يحبط
مسعاه شبه معدوم، ولم يبق لنا جميعاً الآن إلا استخدام آليات العصيان
المدني الشامل حتى نتلافى حدوث صدام يرجعنا مرة أخرى للدائرة المفرغة
والمربع رقم واحد، ولم يبق لنا غير عدم النزول لأشغالنا في الدواوين
والمصالح الحكومية والبنوك والمستشفيات والمدارس وكافة مؤسسات الدولة
العامة والخاصة حتى نستطيع فرض إرادتنا بصياغة دستور مدني للدولة لا يعطي
لمرسي الحق في استكمال فترته مع الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ولا نعود
لممارسة أعمالنا وحياتنا الطبيعية إلا بعد تحقيق تلك المطالب، هذا هو رأيي
واقتراحي إن وجد صدى لديكم فساهموا في نشره على أوسع نطاق، والله أعلم
حسام نصار
مؤسس جبهة مصر المدنية
حسام نصار
مؤسس جبهة مصر المدنية
تعليقات