وما الحياة إلا ؟!!

ما زلت أحاول أن أتدارك بعض الأشياء .. ما زلت أحاول قراءة رسائل موجهة من الحياة من الأقرباء من الأصدقاء من جميع المحيطين .. ولكن دائماً أفضل أن أحجز أول صفوف المتفرجين .. أفضل الصمت حتى النهاية لتكون كلمتى هى الفاصلة .. ولكن أى نهاية فى حياة لم تنتهى بعد ومع اشخاص لا زلت أحيا بينهم محافظة على المركز الأول فى صفوف المتفرجين مهما داروا ولفوا من حولى وانا ادور معهم فى نفس الدائرة يتشاجرون تارة ويتضاحكون تارة يحبون الحياة مرة ويزهدونها مرات وأنا بين هذا وهذاك لا يلح عليا الا سؤال واحد فقط .. ما ذنب شخص فى أن يتحمل خطأ غيره ويضطر لدفع الثمن طوال حياته من أعصابه وعمره ؟

احاول الهرب بعيداً عن المحيط الذى احيا به فأصطدم بواقع لا حديث له إلا عن الديموقراطية .. اضحك بشكل هستيرى أصل اللى اعرفه ان علشان نعرف يعنى ايه ديموقراطية انه لابد من احترم الآخر و تعلم الرقى فى الحوار وبالتالى الإبتعاد عن العنف فهل هذا يوجد بيننا ؟ فما أراه حتى فى عالمنا الإفتراضى هو الصوت العالى والشجار على أتفه الأسباب ولو ألقينا نظرة سريعة على أخبار الحوادث لقرأنا عن إعتداء طلاب على مدرسيهم أو قتل أطفال فى مراحل ابتدائية لبعضهم البعض بسلاح أبيض .. فهل أصبح السلاح هو القلم الذى يحمله التلميذ أثناء ذهابه إلى المدرسة اليوم ؟

وقفة مع النفس ماذا نريد ؟ وماذا نفعل ؟ لماذا نرفض الإعتراف بالآخر ؟ لماذا النظرة الأحادية بإمتلاك الحقيقة المطلقة وتناسى الآخرين ومشاعرهم ؟

مشاعرهم !!! لماذا ألوم على الآخرين فى تناسى مشاعر غيرهم إذا كان الاباء والأمهات فى خلافاتهم المستمرة يتناسون من يسمونهم فلذات أكبادهم .... فى الغالب يكون الطلاق هو الحل ولكن حتى هذا أرى فيه أنانية فإذا كان الطلاق حل حتى يستريحا من آلامهم وشجارهم المستمر فأنظر إلى المستقبل وما يصحبه من تشرد وضياع وتشتت وفراق وفقدان لرعاية الأسرة .. تقابله عقبة مع من سوف يكمل حياته مع من يملك المال ؟ أم مع من تملك العطف والحنان ؟ وإن حسم الإختيار حيث أمان المال فهل سيتحمل المعاملة القاسية سيتحمل الضرب سيتحمل التوبيخ والسخرية بداع وبدون ؟لماذا يتناسون زهورهم فى غمرة مشاكلهم التى تؤثر فيهم وتدفعهم للبحث الدائم عن من يترفق بهم وهل من يترفق بهم هذا سوف يكون أشد حرصاً عليهم أليس من الممكن أن تسر لشخص في لحظة ضعف بسر أثقل تفكيرك أو خطأ إرتكبته فى لحظة ضعف ليأتي في لحظة لم تتوقعها ( ويطلعلك) القديم والجديد ؟

إحنا ليه آسيين أوى كدا على نفسنا ؟ وليه أصبح من المستحيل خلق يوتيبا جميلة من العلاقات الإنسانية بين الناس وبعضها كنت خايفة اكون ظالمة فى تصوراتى أو تكون دى مجرد اوهام .. حاولت اتكلم مع ناس مختلفة لا اكون مبالغة إن قولت اغلبهم اكدوا صدق كلامى حسيت وقتها الجميع يحيا آلام مختلفة ومشاكل مختلفة تجعل الجميع يترنح كالطائر المذبوح وعلى الرغم من آلامة يستجمع قواة المنهكة ليضرب بأجنحته فى الهواء عله ياخذ من الحياة أخر نسماتها .. صديقة جميلة قالت لى تشبيه قتلنى .. انا كنت حاسة انى واقفة فى وسط ميدان عام عريانة وكل اللى رايح واللى جاى ماسك ازازة وواقف يشرح فيا .. طيب اقولها ايه ؟ أنتى نزيفك خارجى وجروحك ظاهرة وتنفع تتداوى بس ارجوكى مش تقفلى على نفسك وتنسى تعالجى جرحك حتى لا يقتلك تقيحه ؟ شعور آسى أوى وإحساس قاتل انك طول الوقت عايش فى تناقض بين غربة المكان والنفس وسط ناس انت مش لاقى نفسك بينهم ولا معاهم وكأن الحياة مستخسرة فيك متعة الصفاء الخالد