كفـــرت بالحيــاة

لم تعد لدى القدرة على المواصلة .. سجنت نفسى بين كيبورد وعالم افتراضى فلم تفلح محاولاتى للهروب فدائماً تضطرنى الظروف للخروج فتتلطخ قدماى بفضلات الشوارع وتتلوث اذناى بقذورات الكلمات ، حاولت التمرد بشتى الطرق إخترقت كل الخطوط الحمراء صدمت فى العديد وبان الذهب الحقيقى من التقليد ولكن لازالت القاذورات تملأ الطريق .

مددت يدى بالسلام – السلام اللى كنت مطمنة إنى ممكن ألاقيه فى الصداقة ولكن يالا سخرية القدر حتى ده مبقتش قادرة ادور عنه فيها ومش عارفة السبب فى إن الغدر بيحولك لمتأمل غير قابل للإستمرار ؟ ولا السبب هو الحرمان الطويل من الدفئ الإنسانى الكافى ليمنحك الإطمئنان والقوة ؟

حاولت مواجهة هذا العالم عارية دون أوراق توت فصعقنى بظلمه وعدم منطقيته فكفرت به هو الآخر .

حاولت الإندماج مع الواقع ولكنه كان مصر على السخرية من إيمانى الحصين فى قلاعه الحقيقة واللى ظنيت إنى ممكن أحتمى بأحضانها من قساوته كل ما تعضنى فكفرت به .

تمهلت وفكرت قليلاً حاولت أن أقنع نفسى فى وسط هذا العالم الموبوء بأن القوة والضعف رحلة ومسار مش قدر و مش هبه وحاولت ابنى علاقتى بالحياة ولكن فشلت نظريتى وكانت النتيجة وساخة بعد الأخرى ليتراكم اكوام زبالة على جدار الذات من الحياة اليومية .

كررت المحاولات ولكنى لم أزداد إلا خيبات بين أشخاص لا يكذبون حين يعلنون أن العدم هو دينهم الأخير .

لم يعد لدى سوى شعور قاتل بظهر مكشوف دون حماية من لطشات البرد رسمت فى أعلاه أظافر وهميه ودمعة متحجرة احاول مداراتها عن الجميع وصوت مبحوح احبسه دائما ونزيف داخلى لا يشعر به غيرى ولا يؤلم أحد غيرى .

لا اريد الشفقة من أحد ولا أريد العفو من أحد فكثيراً ما أشعر بأن الله ظالم لأنه أوجدنا فى هذا العالم الظالم وبين هؤلاء الأشخاص معدومى الإحساس لا يشعرون بمدى وجع أذاهم لحياة الآخرين