ليضع العهر بصمته

اسمحوا لى اصدقائى الاعزاء ان اصحبكم معى فى جولة داخل مجتمع النفاق .. ذاك المجتمع الذى يتصارع فيه الجميع من أجل اللاشئ ، مهلاً لا تنزعجوا فلم اترهبن بعد ولم اشعر بالعجز حتى أخذ معى القليل من الزاد لأنتظر الموت فوق قمة جبل .. ولكن الصحف تطالعنى يومياً بما لذ وطاب من الإنتهاكات وارتكاب الموبقات من تحرشات و اغتصابات وقتل من اقرب الاقرباء ومجازر بشعه بيد من يشهد له الجميع بالاخلاق الحسنة والطيبة فاصبحت أخاف على نفسى من ذاك الخراب الانسانى الموحش من الداخل وفى ظاهره التدين والعفة . حقاً يالا النفاق !

كتبت قارئة تعليق على إحدى مقالاتى قالت فيه :

ممكن تكتبى عن الرجالة الوسخة ولاد الكلب اللى بيقرفوا ويطلعوا عين اى واحدة سنجل

وكمان الرجالة اللى فى الشغل اللى تندب فى عيناها الرصاص ومتطلعش ونظراتهم الوسخة لا وعامليلنك نفسهم محترمين والتقوى بتشر من وشوشهم اللى شبة افاهم وانهم بيعاملوكى بأحترام وتتلفتى وراكى تلاقيهم مركزين عينهم على سورى جد على مؤخرتك

واقول لها

ماذا تنتظرين يا عزيزتى من مجتمع تسبق قائمة المحرمات والمحظورات فيه قائمة المتعة والشهوات ؟

ماذا تنظرين من مجتمع لا يرى فى المرأة المتحررة إلا عاهره ويضع من اختارت ان تحيا حياتها لذاتها داخل ذاك الحصار الفاشيستى القبيح ؟

ماذا تنتظرين من مرضى فيتيشيه لا يلجأون للعلاج بل يلجأون لإخفائك وإخافتك حتى لا تفضحى أمرهم يرهبونك وبكل تبجح يقتلونك .

من المستحيل ان ننعم فى مجتماعتنا بالجمال والعلاقات الإنسانية لا تفهم معنى الإنسانية .

أتعلمين أنهم تمعنوا فى إذائى لمجرد انى فضلت الابتعاد ؟

أتعلمين أنهم تفننوا فى إختراع الإشاعات لأنى فضلت ان احيا بعيد عن حياتهم اللزجة وافكارهم العفنة وافعالهم الموبوءة المختلطة بالازدواجية والنفاق وان شئتى فى اضافة الاسفاف والانحطاط فلا تترددى

لا ينظرون إلى داخل ذواتهم القذرة .. بل جعلوا من أنفسهم أوصياء والمدهش أنهم يضعون أنفسهم فى منزلة الأنبياء .. يرتكبون كل ما شاءوا من الموبقات ويلتمسون لأنفسهم الأعذار أما أنتى إن أعترضتى فلا يترددوا بوصمك بالعهر والجهل والغباء .. يعانون من شيزوفرنيا باعترافاتهم فاحيانا داعرين وأحياناً شيوخ أجلاء .. وإن فكرتى فى المواجهة فتهمتك جاهزة وعقابك نحرك وتقديمك قربان لكل الأصدقاء

تحملت مشقة الهروب بجرح نازف دون تطهير فثمن المواجهة كان فوق طاقتى .. فضلت إبقاء وساختهم على جرحى حياً لا يندمل ولا يموت .. حرصت على دفنه عميقاً حتى لا يراه أحد وعلى الرغم من قسوة الألم أتحمله من أجل أن تظل صورتهم أمامى بشعة متقيحة .

والآن أدعوكى أن تتمهلى وأسلكى طريقك ولا تعبأى فعلى الباغى تدور الدوائر وأعلمى أنهم سيشربون من نفس الكأس فليتهم ما بصقوا فيه .

أتيتنى بالشكوى فسبقتك شكوتى لكنى أدرى أنك ستعذرينى بعد إعترافى لكى أن أذاهم كان فوق الإحتمال