بين الاحتفال بيها والمتاجرة فيها .. ( ربنا حيذله) واشياء اخرى

على الرغم من انى متابعة غير جيدة للتى فى لكن اهتمام وسائل الإعلام على مدار يومين متتاليين بعيد الأم اثار استيائى الحقيقة وجلست اتسائل ماذا لو خصصت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة نصف هذه البرامج والمقالات للتوعية بحقوق المرأة ومناهضة ايذائها سواء من جانب الزوج او الأب او التحرش بيها فى الشارع ؟ وأفقت من هذا اللوم الذى لم يسمعه احد غيرى على صرخة ام من دار المسنين تلتمس من ابنها الوحيد اللى عاشت عمرها علشان تربيه وتعلمه وبعد ما اتجوز رماها فى دار مسنين من غير حتى سؤال عنها وبتتمنى من كل قلبها انه يكون سامعها ... فالتقطت اخرى منها اطراف الحديث بانها لا تختلف عنها لكنها لا تبكى مثلها عليه بل زى ما ذلها ورماها الرمية دى ربنا حيذله .. مش قادرة اوصف شعورى وقتها ولحد وانا بكتب الكلمات دى برضه مش قادرة اعبر عنها .. لكن صالت افكارى وجالت حتى ذهبت الى امهات أخطأن أو طلقن او توفى ازواجهن وبدلاً من رعاية اطفالهم رموهم كمخلفات من ازواجهن السابقين يجالسوا الكلاب الضالة بجوار صناديق الزبالة باى شارع ياخذ ايضا من اى كوبرى سقف يحميه من قيظ الصيف وبرودة الشتاء ومن الارض وسادة ، يتوارى جسدة الذى تعلن عظامه البارزة باعلى صوتها عن مدى الجوع والحرمان الذى يعانيه خلف قميص مهلهل ... واذهب ببصرى مرة اخرى الى الشاشه التى امامى لارى الوجوه قد تغيرت ولكن هذه المرة ليست دار مسنين ولكن دار ايتام والحضور زوج وزوجة حرما من الانجاب لتبكى الزوجة وبجوارها الزواج وبينهم عدد لا بأس به من الأطفال وقاعدين يحضونوهم ويبوسوهم ويقولوا احنا بنيجى فى اليوم ده علشان نعوض حرمانا .. يا حلولى يعنى مش بتحسوا بالحرمان غير يوم عيد الام بس ؟؟ وقطع هذه المشاهد اللى مش عارفه لزومها ايه يعنى اعلان على اثرة رفعت حواجبينى حتى لامست شعر راسى وفتحت فمى بكل ازبلال وكان بودى لو اشوف مين صاحب فكرة هذا الإعلان لكى اتعرف على عقله الفذ من قرب هل ما يوجد بداخله بالفعل مخ ؟ ام نخاعات مسلوقة ؟ فالاعلان يا حضرات عبارة عن صديقة رايحة تزور صديقتها وواخدة لها هدية عبارة عن سكر الاسرة وكمان مفاجئة جيابة لها عريس .. صحبتها اتبسطت اوى و رايحة تعمل لها شاى ماهى مش جاية فاضية دى جايبة سكر وعريس كمان .. الصديقة اللى جايبة العريس بتسالها انى هتعملى الشاى بسكر ايه .. التانية قالت لها سكر عادى فضحكت التانية ضحكة خبيثة وقالت لها كدا هتطفشى العريس اعملى الشاى بسكر الاسرة وراحت مطلعاه من كيس جوه حضنها .. وقالت لها السكر ده نضيف والشاى يبقى رايق ويتم المراد بقى .. هو من امتا بنزور بعض بكيس سكر ؟ ومن امتا بنسال اصحاب البيت اللى هعملوا لنا شاى على نوع السكر ؟ ده كله مش قضيتى لكن فعلا اكثر ما ضايقنى هو استخفاف القائمين على الاعلام بعقول الناس .. ازاى قاعدين على مدار يومين نقولها ست الحبايب يا حبيبة يا اغلى من روحى ودمى ؟ وازاى بنصور منها انها جاهلة كل همها فى الحياة هو العثور على عريس دون السؤال عن مؤهلاته بقى ولا اصله ولا فصله المهم انه ازاى يتعكبل ومش هيجيبه غير سكر الأسرة ؟ ازاى الاستاذة فيفى عبده فى لقاء مباشر مع بناتها اللى بيحلفوا ان ماما حنينة اوى معانا بس مش خلتنى اروح الكوافير ولا احط منوكاير الا بعد ما روحت بيت جوزى اصل ماما ست محافظة خالص .. وفى نفس الوقت ام كل اللى باقى لها فى الدنيا ايام معدودة مش عايزة من الحياة غير ابنها يسال عنها ؟؟ ازاى الاستاذة نعم الباز قاعدة فى افخر ثياب وجنبها حفيدتها اللى بتغنى لها ست الحبايب يا حبيبة .. وفى نفس الوقت اعرض على المشاهد ام قاعدة تصرخ تدعى ربنا بحق ما ضحت بشبابها وحياتها علشان ابنها الوحيد ربنا يذله زى ما ذلها ؟؟ يعنى ايه علشان اسوق سلعة لازم اول ما افكر فيه هى الست من الاخت اللى جابت لحامد الحبة الحمرا اللى من بعدها بقى جامد للى عايز يسترجل يشرب بيريل للى عايزة تتجوز تعمل للعريس شاى بسكر الأسرة ؟ السادة القائمين على الاعلام رفقا بعقول الناس كام من دكتورة او مهندسة او مدرسة محترمة مش يهمها لا سكر ولا عريس المهم طموحها وتحقيق ذاتها .. كام من ام فقدت ابنها او بنتها رفقا بمشاعرها .. وكام من ابن او بنت فقد والدته رفقا بمشاعرهم ... كلامى ليس ابدا انكار لفضل الام ... ولكن اعزائى اى ا م التى يعترف لها الاعلام بهذه الضجة المفتعلة ؟ هل هى الام التى يصورها شيوخ البزنس على قناة الناس واخواتها بانها العورة ، ناقص العقل والدين ، ناقضة الوضوء ، الفتنة التى ستكون سبب دخول الرجل المغلوب على امرة جهنم وبئس المصير ؟ ام التى تستخدم كوسيلة لترويج حبوب المنشطات الجنسية والسلع التموينية ، ام الجاهلة التى كل همها فى الحياة الحصول على عريس واهو ضل راجل ؟ ام التى تم رفضها قاضية اصلها عاطفية ؟ وأى مشاهد اللذى يتم مخاطبته بكل هذا الكم من التناقض الصارخ ؟