لما تبكى الكلمة

لما تبكى الكلمة لازم نعرف انها رافضة الحياة

لا ادرى لماذا كان كل هذا الإندهاش بعد أن انطق بهذه الجملة وكأنى ارتكب الخطيئة العظمى فى وضح النهار على مرأى ومسمع ولا تتردد ثانية واحدة فى سؤالى هو فى كلام يملك حق الإعتراض علشان يبكى او يرفض الحياة ؟؟

فاجيب بالطبع الم تسمع احدهم ذات مرة يتكلم وبعد ان ينتهى من إحدى كلماته يعتذر آسف فقد خانتنى الكلمات ؟

الكلمات لا تخون ولكن الكلمات تنطلق من العقل الذى لا يستشير القلب فى هذه اللحظة بماذا يتفوه او ماذا يقول لتجد طريقها اذن المستمع الذى كان من المفترض ان تخبره الكلمات غير ذلك تماماً ... نعم أعترف بأن الجميع خانتهم كلماتهم عندما اطلقوها مدوية دون أن أكون مهيأة لإستقبال مثل تلك الكلمات القاتلة التى نفذت من أفواههم إلى قلبى ليعاجله النزف الحاد دون توقف والتى ترجمته عينى لدموع دامية

أعترف بأن جميع من تقاسموا معك رحلة الحياة وكلاً يحتفظ بذكرى مختلفة من الطفولة حتى سمعاهم الأذان خانتهم الكلمات فماذا يفيد بعد أن جف ندا زهرة الصباح التى ظلت متماسكة برائحتها الذكية ولونها الوردى إلى أن جفت أوراقها لتسقط مع أول هبوب غادر للرياح ليخطفها الثرى دون رحمه يضمها عنوة ببرودته القاسية .. أخشى عليك من كل شيئ !! نعم أخشى عليك أنت يا من تقصدك كلماتى كيف حال قلبك ؟؟

أريد أن أخبره أن جميع من تركهم خلفه دخلوا إلى سن اليأس الجماعى

كيف حال عينيك النجلاوين هل لا زالتا يرون الوجود جميلاً ؟؟

أريد أن أخبرهما أيضاً عن الشفاه التى ترسم الإبتسامة عنوة ولكن ما تلبث الدموع المتراقصة فى العيون بالجرى كما الأنهار لتعلن عن فشل الدور فى مسلسل الإطمئنان عن الأحوال .. ولكن إنه القدر الذى يباغتنا دون سابق إنذار أو إعلان

هل عاملتك الحياة برفق كما تمنيت ؟؟ ام أن الإعلان عن نهاية الطريق غير مباح لتتبدل نبضات قلوبنا إلى أجراس خطر ؟

كم هى صعبة تلك اللحظات التى أبحث فيها عن صدرك ليضم رأسى وحينما يضنينى البحث لا أجد سوى صمتى الذى يمكنه الآن فقط أن يبكى بعد ان تم اغتيال جميع الكلمات