ذات مطــر

الشتاء معشوقى الأول الذى طالما حاول على مدار سنين ان ينافسه ولكنه لم يستطيع حتى استسلم للأمر الواقع .. ذات مطر كنا نخطو على ذلك الكورنيش القريب البعيد ايدينا داخل جيوب معاطفنا الجميع من حولنا يهرول للإختباء ونحن نسير بتأنى كالطفل الذى يحبو ولا نريد للكورنيش ان ينتهى ولا للسماء أن تكف عن البكاء .

ذات مطر .. سألنى عندما وصلت إليه دقات قلبى التى يسمعها المارة من جوارنا وكلانا يحتضن فنجان قهوته بين يديه .. بينما أرى قطرات المطر مع الأشجار وحركة السيارات والمارة من خلال زجاج الكافية ترسم لوحة لم يستطيع تجسيدها أعظم فنان وكأنهم إجتمعوا جميعاً فى هذا اليوم لعقد إتفاق ضدى حتى يفاجئونى جميعهم فى وقت واحد .. لما كل هذا العشق لهذا الفصل تحديداً حيث بروته وقسوته ؟

أجبته .. اعشقه لأن فى قسوته حنانه وفى جنونه هدوئه .. اعشقه بكل غموضه .. وكأننى اعطيته إشارة البدء حتى يكون الغموض هو سرنا المقدس وطقس نمارسه كلما فرقتنا الظروف التى هى نفسها تعيدنا بنفس الغموض

بتوقيت غيمة شتوية خرجت إلى شرفتى حيث كان كل الكون نيام وصوت المؤذن فى الفجر الله اكبر يملأ كل مكان .. قطعت عواطفى كل المسافات وذهبت حيث أنت خانت عقلى رغم كل وعودها بحفظ اسراره ولم تملك نفسها الا وهى تبلغك عن مدى إحتياجها لوجودك من أجل قلب لم ينبض يوماً من أجل أحد سواك .. تخبرك بأن القلب لا ينبض إلا باسمك ويعاهدك أن يظل ملك لك إلى آخر الحياة .. وقبل ان تنتهى من اعترافها على ورقة بين يدى قاطعها هاتفك ذاك الغامض الذى يأتى فجأة دون موعد مسبق ليكون اول كلماتى لك كيف اتفق توقيت هاتفك مع توقيت عواطفى لاقتحام طرقات قلبى سراً .. دون جدوى أجبت بكل غموض هاتفتك لاذكرك فقط أنه حان الآن وقت المطر .. لامد يدى خارج شرفتى ليفاجئنى التوقيت بالفعل انه كان ذات مطر