خلف الأبواب المغلقة

منذ ما يقرب من العام تقابلنا فى أحد الأماكن العامة صدفة وهى التى كانت زميلة دراسة وانقطعت اخبارنا بانشغالنا فى ظروف الحياة .. جلسنا نتبادل اطراف الحديث وما ان سالتها عن اخبارها الا وجلست تحكى عن خطيبها الذى اشعرتنى بان كل ما مضى من حياتها كأن لم يكن حيث انها لم تذكر شيئ قط من كل الايام الماضية الا انها بدات بيوم خطوبتها وكانه كان يوم ميلادها .. كنت سعيدة جدا بكلامها وانه الشخص الذى دعت الله ان يرزقها به ولقد استجاب الله لدعواها حيث وهبها الله اكثر من ذلك فهم متطابقين حتى فى تاريخ الميلاد نفس اليوم ونفس الشهر ونفس السنة بل ظروفهم ايضا فهو الولد الوحيد لاسرته وهى البنت الوحيدة لاسرتها .. وطوال حديثها عنه وذكره محاسنة وصفاته وانا اردد الله يتمم لك على خير .. هبت علينا كإعصار جوستاف دون مقدمات او سابق انذار وسلمت عليها بكل برود .. ثم تبعتها بسؤال هو مين اللى بيقعد معاكى فى البلكونة ده .. ردت بكل سعادة خطيبى .. هو انتى متعرفيش انى اتخطبت ولا ايه ؟؟ ردت عليها بلامبالاة اه سمعت .. سمعتى ازاى اذا كنا عزمناكو ومامتك حضرت واستغربت انك مش جيتى .. قاطعتها بصى هو انتى مكتوب كتابكو ..قالت لها لاء كتب الكتاب هيبقى مع الفرح ان شاء الله .. ردت عليها باقتضاب .. امال ازاى تسمحى لنفسك تقعدى معاه فى البلكونة لوحدكو .. هو انتى مش تعرفى ان كدا عيب وحرام .. كل اللى فات وانا قاعدة متابعة فقط دون ان انطق بكلمة .. لكن ما ان نطقت جملتها الاخيرة الا وتدخلت .. طيب معلشى هو انتى اسمك ايه فى الاول قبل ما اتكلم اصلك دخلتى علينا كدا من غير احم ولا دستور وكانك فاتحة للبنت محضر .. ردت دون اهتمام سمر الدكتورة سمر .. قولت لها اه تشرفنا .. بصى يا سمر وتعمدت ان انطق اسمها دون القاب .. انتى بنفسك بتقولى انك بتشوفيهم قاعدين فى البلكونة .. وده معناه انهم بيقعدوا قدام اهلها .. لاء ده قدام الشارع كله كمان اصل انتى بتشوفيهم ازاى ؟ ردت بانفعال على فكرة انتى بتتكلمى غلط .. قولت لها وجبتى منين انك انتى اللى صح اذا كان مفيش حقيقة مطلقة غير الموت .. ردت باستنكار بلاش فلسفة فارغة .. اندهشت من طريقتها فى الكلام التى لا ترقى ان تكون طريقة شرشوحة من العشوائيات لا دكتورة .. انا بستند للقران كتاب ربنا قال ولا تتخذن اخدان وهى كدا بتتخذ اخدان لانه مش جوزها .. قولت لها بصرف النظر عن طريقة كلامك اللى مش حلوة بس هعديها وخلينى معاكى .. ده واحد دخل بيتها وخطبها ودبلته فى صباعها وبيقعد معاها قدام اهلها وبتقولى انها كدا متخذه اخدان .. امال اللى بتقف على الكورنيش لازقة فى واحد لا خطيبها ولا من باقى عيلتها دى اسمها ايه ؟؟ امال اللى بتخلى اهلها مسافرين وتتصل بصاحبها يجى لها البيت دى اسمها ايه ؟؟ ردت وياريتها ما ردت اللى بتعمل اللى انتى بتقولى عليه ده افضل منها عند الله اصلها مش جاهرت بالمعصية .. هو انتى قولتى لى انتى دكتورة ايه ؟؟ ردت انها دكتورة بيطرية .. رديت عليها كان الله فى عون البهايم اللى بتعالجيهم لو يقدروا يتكلموا كانوا رفضوا ايدك تتمد لهم .. بدات فى الصراخ وصديقتنا اللى كان عليها الكلام واقفه لم تتمالك نفسها من الضحك وما ان سمعتها تصرخ بقال الله وقال الرسولحتى قاطعتها لو شوفت فى عيون اخوك قشة فالاولى بيك انك تشيل الشجرة اللى فى عينك علشان تعرف تشيل القشة اللى فى عين اخوك .. بس علشان انتى بتشجعى المدارى متخيلة ان الناس مش عارفه وقال ايه قال قريت فى كتاب ربنا .. وسبناها واقفة زى الخرسة ومشينا .. افتكرت الموقف وانا بقرا خبر جلد فتاة سودانية مسيحية خمسين جلدة لارتدائها تنورة قصيرة .. هى الشريعة الاسلامية بتتطبق برضه على المسيحيين ؟؟ طيب الستات فى السودان يلبسوا بنطلون يتجلدوا يلبسوا تنورة يتجلدوا .. طيب ايه راى الشرع فى لبسهم شورت ؟؟ وبعدين الاخ اللى بيبحلق على اللى ماشية لابسه قصير ولا بنطلون ده مش يعرف حاجه اسمها غض بصر ؟ البنت قاصر عمرها 15 سنة ومسيحية واتحكم عليها بالجلد واتنفذ الحكم بعد النطق مباشرة دون استدعاء لاهلها .. يعنى اهلها مش عرفوا غير بعد بنتهم ما اتاخدت من السوق واتحاكمت واتجلدت .. حد يجيب لى نص صريح كدا من القران او حديث من السنة يقر بقلة الادب والانحطاط اللى حصل للبنت ده ؟؟ طيب يا اخوة يا بتوع جلد النسوان على بنطلون او تانورة او حتى لابسه براه علشان مش تغش السلعه ايه رايكو فى نسوان دارفور اللى مش لاقيين حتة قماشة تقيهم برد الشتاء والاطفال اللى مش لاقيين لقمة ياكلوها ؟؟ هو الجهاد فى جلد الاطفال الايام دى ؟؟ طيب مين يستحق الجلد الشيوخ اللى بيتجوزوا اطفال عمرهم 15 سنة ولا القاصرات اللى بتلبس جيبة قصيرة ؟ مين اللى يستحق الجلد اللى بيغتصبوا الاطفال فى الظلام ولا اللى ماشيين فى النور والدنيا كلها شيفاهم وعارفاهم ؟؟ ولا طالما كله يحدث خلف الابواب المغلقة اذن لا عقاب ؟