الإشاعات إسقاط لمخترعها

عندما تجد نفسك بين ليلة وضحاها مضغة فى فم الغائد والعائد ولا تدرى ما السبب خلف هذا الهراء فتحسس مسدسك ، ولا أقصد هنا كلمة جوبلز وزير الدعاية النازى الشهيرة ( حينما اسمع كلمة مثقف اتحسس مسدسى ) ولكن مقصدى هنا هو ان تنظر لنفسك فى اى شيئ برعت حتى تحوطك الاشاعات ممن يسكن الحقد قلوبهم .. فدعونا نتفق اولاً أن الاشاعة هى كلمات كاذبة لا اساس لها من الصحة يلفقها شخص ربما حاقد على حياتك العملية فحققت مالم يستطيع هو تحقيقه ، او لا يملك الأصل ولا العائلة التى تحظى أنت بدفئها وسعادتها ، فيببدأ فى ترويج الإشاعات حول حياتك أياً كان نوع الإشاعة ، فدائما المروج للاشاعه الحقد والسواد الذى يملأ قلبه يعمى عينه ليجعله لا يكل ولا يمل من اللهث خلف تشويه صورتك باى شكل من الاشكال وكل يوم ينسج خياله اشاعه مختلفة ، وهنا فقط عليك تحسس مسدسك فهذا الشخص يسقط عليك واقعه الذى يهرب منه فى شخصك الحاقد هو عليه.
إن الاسقاط هو الحيلة الدفاعية التى يهرب فيها الشخص من عيوبة ويلصقها بالآخرين حتى يبعد الشبهات عنه ، فيبدأ فى إختراع الاشاعات والترويج لها .. ولأننا فى الوطن العربى نتمتع بفن الاصغاء فقط للاشاعات ونقوم بمساعدة مؤلفها على اكمل وجه فى ترويجها فتنتقل الاشاعه من شخص الى اخر وليتها تنتقل كما خرجت من فم تلك المعقد الذى لا هم له ولا عمل سوى اسقاط عيوبه على الآخرين واللهث خلف اختلاق اى اشاعات حتى تبعد العيون عنه باى شكل من الاشكال ، ليتناولها ذو كل رأس فارغ من العقل وكل ذو نفس ضعيفه ويضيف عليها كلمتين من خياله وبالتبعية من يتناولها خلفه ليلهمه خياله الخصب بزيادة سطر آخر ، وإن بحثنا بعد اسبوع فقط خلف هذه الاشاعة لوجدنا الالسنة تلوكها بقصص وحكايات مختلفة يمكن ان تدون فى كتاب لتصبح فى متناول الجميع ، هنا فقط إعلم أنك فى المقدمة وأنك ذو تاثير سواء ثقافى او عملى او اجتماعى .. فلا يحدف بالطوب سوى الشجرة المثمرة ..
ويكفى أن مروج الإشاعات لا يهنأ بساعه صفاء نفسى أو هدوء روحى .. بل يكفى أنه تفرغ لك تفرغ تام لتحتل انت كل عقله الذى تبدل مكان الخلايا بالنخاعات المسلوقة ليؤلف القصص ويحبك الحكايات التى سيسعى غداً لترويجها .. وكيف سيختار معاونيه من ضعفاء النفس الذين يلقون له باذان صاغيه لمساعدته فى نشرها ، دون الإلتفات إلى كلام الله فى كتابه الكريم ( يأيها اللذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم .. ولكن فى هذه الحالة تغيب العقول عند كل من لا يملك الضمير او العقل ويتلذذ باغتياب الآخرين الذين هم بالطبع وان سمعوا هذا الكلام المغلوط يقومون بتكذيبه او ان كان انسان يملك الثقه بنفسه يطبق مقولة ( الكلاب تعوى والقافلة تسير ) فمهما كان كلام الشرذمة التى تتفرغ للقيل والقال واسقاط ما بها على الاخرين لن ينقص هذا حتما من قدرهم .. بل من ينقص من قدرة هو مروج الاشاعات الذى تزداد ادانته له من فمه يوما بعد الآخر
مقالى فى مجلة على صوتك
http://www.3allisotak.net/apages.php?pids=1039&ids=do