مافيا الدروس الخصوصية

موضوعى فى مجلة على صوتك

http://3allisotak.net/apages.php?pids=674&ids=do

سؤال يتبادر إلى ذهني عادةً.....لماذا يستشرى سعار الدروس الخصوصية بهذا الشكل وينتشر بل ونساعد نحن في انتشاره ؟؟؟
وأتعجب حقا عندما أرى تلك الإعلانات الملصقة التي على الحوائط وكأنها بوستر لفيلم الموسم القادم... وكلما اقترب العام الدراسي كلما زادت الإعلانات وفى ذلك فليتنافس المدرسون.... الهذا الحد انحدر التعليم حتى أصبح كسلعه لابد لها من الإعلان.. وبالرغم من هذا الكم من الدروس والمدرسين إلا أن التعليم في انحدار وسلوكيات الطلاب مع مدرسيهم في انهيار.... لو عدنا بالذاكرة 15 عام فقط لوجدنا كيف كان المدرس يحترم مهنته فيشرح بكل ضمير في الحصة المدرسية كما وانه كانت هناك مجموعات للتقوية... كان الطالب يعرف حقوقه وماله وما عليه تجاه مدرسته ومدرسيه... كان يقف حقا للمعلم ويوافيه التبجيلا ... ولكن الآن الوضع تم قلبه وأصبح المدرس هو من يقف للطالب وذويه أيضا... فالمهم كيف يكسب زبوناً وليس المهم المادة العلمية..... فالسلبيات التي تنجم من الدروس الخصوصية تفوق الايجابيات بكثير جداً.. فالطالب يعتمد عليها شيئاً فشيئاً حتى يتعود على الإهمال لأنه معتمد على المدرس الخصوصي الذي سيمكنه من الحصول على نسبة مرتفعة فقط تؤهله للقبول والالتحاق في الجامعة أو الكليات المختلفة حتى يأتي في نهاية العام ليفاجأ بازدواجية بين ما يلقيه على سمعه المدرس الخصوصي ومدرس الفصل فلكل اسلوبه وطريقته المختلفة في إيصال المعلومة... والمعلم قد يكون هدفه الأساسي ماديا بحتاً... كما أن هناك البعض غير مؤهلين للتدريس ولكنهم وجدوا في الدروس الخصوصية الربح الوفير فأخذوها تجارة وذلك يعود إلى عدم وجود آليات قانونية فلا يوجد رقيب ولا حسيب.... كما أنه ظهرت أشكال غريبة وعديدة لهذه الدروس الخصوصية وتوسعت المراكز الخاصة المخصصة لهذا الغرض... حتى أن العديد من المدرسين الذين يشكلون مجموعات طلابية للدروس الخصوصية في منازل الطلاب أو المراكز التعليمية الخاصة يصبحون كاملي العدد قبل بدء العام الدراسي بشهر أو شهرين أحيانا
الدروس الخصوصية كأنها قدر محتوم، أو بلاء، أو داء يستفحل جيلا بعد جيل، فمنذ وقت ليس بالكثير كانت كالعيب الذي يسعى التلاميذ الذين يتلقون الدروس الخصوصية إلي إخفائها لأنها دليل فشل الآن أصبحت تجارة منتظمة الكل يشارك فيها ولم يعد بها أي استثناءات
فلو استسلمنا لتلك السعار الذي يحتم على رب الأسرة العمل طوال ساعات اليوم المتواصلة لتوفير ما يتقاضاه المدرس بالاضافه لمستلزمات بيته حتى انه يحتاج إلى يوم آخر على يومه كي يستطيع الوفاء بكل هذا العبء... ناهيك عن حرمان أنفسهم طوال العام من أبسط مباديء الحياة لتوفير مصروفات الدروس الخصوصية وغيرها وليتهم يعيشون هانئ البال ولو لحظات معدودة فتجد أولياء الأمور المسئولون عن أولاد في مراحل التعليم المختلفة يعيشون كل عام في رعب قاتل تحترق أعصابهم يتضرعون إلي الله أن يجتاز أبناؤهم هذه المحنة بسلام من بداية العام حتى الامتحانات... وكأنهم بعد اشهر معدودة سيذهبون لملاقاة جيش العدو وليس للإجابة على بعض الكلمات.... بالإضافة أيضا إلى عدم توانى أولادهم طوال العام بالانتقال من مدرس إلى الآخر وبدلاً من البحث عن حل لتلك الدوامة التي يعيشها أولياء الأمور.. تجدهم يبحثون هم بأنفسهم لأولادهم منذ بداية الأجازة عن المدرس الذي له سمعه طيبة في الشرح من بين تلك الإعلانات الملصقة... وهذه أيضا فكرة جادة للمدرس الخصوصى بإلحاق السي في مع الإعلان الملصق حتى يضمن اكبر عدد من الزبائن...... وبعد هذا القصور من جميع الجهات... نجد أن عملية التعليم كلها تحتاج إلى معجزة لحلها... فبدلاً من آلاف الجنيهات التي يتكبدها الآباء طوال العام... يبدأ الجميع يتحد ليصبح يدا بيد ويأخذوا قرار ليس به التباس وغير مرتبك يتبارى في صياغته أولياء الأمور كل يضع مرئياته والقاسم المشترك بينهم مصلحة أولادهم... يضعون مرئياتهم لكيفية القضاء على هذه المافيا.... فالدروس الخصوصية لا تدعم مقدرة مواجهه الطالب على الاختبارات وهو مدعم بالثقة ولكنها تجعله يواجه الاختبار وهو مدعم بالاعتماد على شرح المدرس الخصوصى الذي يمكن أن يأتي منه في الامتحان وغالبا لن يأتي... فيرجع بخفي حنين ليقول إن الاختبار ليس من المقرر... والمدرس هنا لا يهتم بتكريس العلم بقدر اهتمامه بعدد الطلاب وعدد الحصص.