ثـــــورة ولا انـقــــــلاب ؟؟؟؟؟

قررت الخروج من عزلتى ... قررت التمرد على ذاتى ... ولكن !!!!!!! وماذا بعد لكن ؟؟؟ لا ادرى
كنت اهرول بقوة وكانى تاخرت عن موعد مهم واود الالحاق به ... وعندما سالت نفسى .. هو انا بجرى كدا ليه ؟؟؟ كانت الاجابة الصامته .. انتى بتشغلى نفسك باى حاجه .. ولما مش لاقيتى حاجه قولتى تبذلى مجهود فى المشى باقصى سرعه ... وصلت منزلى مارست كل طقوسى اليومية بتمعن شديد ودقة متناهيه .... لا لشيئ فقط اريد إعمال عقلى ... اريده ان يتناسى ما قد كان لذلك قررت أرهاقه دون رحمة ... اتى صباحى مسرعاً غير ما كنت متوقعه تماماً ... ولا ادرى كيف حدث ذلك ... يمكن ارهقت عقلى كثيرا لذلك تناسى عامل الزمن ... تذكرته انه فقط من يستطيع أن يحتوينى فى مثل تلك المواقف كنت اسير فى طريقى اليه بسرعه وببطء لا احد يسير فى الشارع غيرى كنت مستمتعه جدا لذلك عندما كانت تسرع خطوتى رغما عنى انهرها كى لا تفعل ذلك مرة اخرى فانا اريد استنشاق عبير الصباح باكمله واود الاستمتاع بكل لحظة تشعرنى انى املك هذه الدنيا وحدى ... انانية اعلم ... ولكن اهلا بكل انانية العالم فى سبيل لحظة شعور بالحرية والامتلاك معا ... وصلت اليه ... اول ما رآنى اشاح بوجهه عنى ... يااااه للدرجة دى مش طايقنى ... زعلان منك علشان مش بتسالى ... طيب ما تسال انت ؟؟ ومين قالك انى مش بسال .. ابتسمت .. طبعت قبلة على وجنتيه اشعرتنى بحنان العلم كله .... نظر لى وابتسم ابتسامة ودوده واخذ يدى بين راحتيه وضغط عليها بكل قوته التى فى الحقيقة تساوى قوة طفل عمره شهرين ... ثم باغتنى بسؤاله ... فيكى ايه ؟؟؟ هو لازم يكون فيا حاجه علشان اجى ... اه انتى مش بتجيى هنا غير لما بتكونى بتدورى على نفسك .... غاصت عيناى فى ارضية الغرفه وصمت أو بمعنى ادق توهت ... تركنى داخل متاهتى ولم يقطع عليا صمتى ... وحينما طالت اللحظات نظرت اليه وجدت نظره احتواء لا مثيل لها داخل مقلتيه ... انا جاية اشرب معاك شاى ... هقوم اعمله .... داعبنى بكلماته ... معقول بقيتى بتعرفى تعملى شاى ؟؟؟ هتعلم فيك ... لا انا مش ناقص ادوية زيادة .... هو انتى اصلا بتعرفى تشربى نفسك كوباية ميه ... خلاص يا سيدى روح اعمله ... تسللت الى غرفه مكتبه امسكت برواية الاجنحه المتكسرة لجبران خليل جبران ... وحينما رآها .. ابتسم ابتسامه ذات مغزى .. اشمعنا دى اللى اخترتيها ... عادى وقعت فى ايدى .. ولا جاية علشانها ؟؟؟؟؟ لاء جايه علشانك .. طيب عينى فى عينك كدا ... لم اقوى ولكنى نظرت فى الرواية .. طيب ما تسمعينى بتقرى ايه ... اندفعت بدون تفكير .. واجبت .. تاهت خطاى عن الطريق .. ماذا أرى رحل المكان !!! مضى حمام الحى يخبط فى الظلام ... برق عينيه ... انتى متأكده ان الكلمات دى فى الرواية ؟؟؟؟ لاء مش فى الرواية ... امال جبتيها منين ؟؟ دى حالة هلوسة ما تاخدش فى بالك ... قولى لى فى ايه قلقتينى عليكى اوى ؟؟؟ فيه انى قررت اعمل انقلاب ؟؟؟
طيب بما اننا فى ذكرى ثورة يوليو ما تعملى ثورة احسن ... لا انقلاب هعمله على نفسى لكن الثورة بتكون ضد المستعمر ؟؟؟ حاولى توضحى ... زى مثلا عندك ثورة 19 اقدر اسميها ثورة .. وثورة الفرنسيين .. لكن ثورة يوليو دى اسميها ثورة انا بناء على ايه ؟؟؟ هى كانت ضد الحاكم ولا ضد المستعمر ؟؟؟؟ ما الحاكم برضه كان مستعمر ... لاء معلشى فى فرق انا قصدى المستعمر الانجليزى او الفرنسى او اى مستعمر .. لكن فاروق كان حاكم بصرف النظر كان ظالم او عادل ولو انى متاكده من تزوير صفحات التاريخ اللى صورته خمورجى وبتاع نسوان ... اصل لو قارنا بين مصرنا دلوقتى ومصر على ايامه شتان .. شوف الفرق بين الشوارع والنظافة والشعب نفسه والرقي .. ده حتى الفلاح كان اسلوب كلامه راقى لانه يحكمه ملك من اسرة ملكية مش شوية رعاع .... كانت مصر بخير وثرواتها محفوظة مش بتتباع للقطاع الخاص بابخث الاثمان ... ناصر واصحابه بدؤوا بالانقلاب ومعاه بدؤا بتبديد ثروات البلد مرورا بالرئيس المؤمن وصولا للرئيس المبارك واديك شايف الحال ..... لا معلشى انتى .. ناصر بنى السد العالى ... واعاد للعرب كرامته ؟؟؟ ناصر بنى السد العالى من خير مصر ... ناصر عاد للعرب كرامته .. مش الاولى انه كان يعيد لمصر كرامتها واذكرك بهزيمة 56 وصديقتها 67 اللتان تضاهيان هزيمتنا حاليا بقتل التطور الاجتماعى والاقتصادى ؟؟؟
طيب ان كان على ثورة يوليو فهى حصلت والملك اللى انتى معجبه بيه مشى وكل ده اصبح امر واقع ... لكنى ملاحظ انك لحد دلوقتى مش اتكلمتى فى اللى تاعبك انتى شخصياً ... لاء مفيش انا كدا استريحت خلاص ... انتى جاية ليه ؟؟؟؟ هو كدا وخلاص !! يعنى ايه كدا وخلاص ... يعنى انا ماشيه ... انتى جايه الساعه 6 الصبح علشان تفكرينى بالملكية وتحكى لى على الثورة هو انتى اعصابك تعبانه من سنة 52 اللى مش كنتى موجودة فيها اصلا لحد دلوقتى ودلوقتى بس استريحتى ؟؟؟؟ انا شايف معاكى برضه انك لازم تقومى تروحى والزيارة الجاية بلاش تبقى فى اكتوبر