ثقافــــة محدثـــــى النعمــــــه

جميعنا يتعامل فى حياته اليومية مع انواع واشكال مختلفه من البشر .. سواء فى العمل أو فى الشارع او فى الاسواق ... فيوجد من يترك اثر سلبى وهناك ايضا من يترك اثر ايجابى ... فنرى الراقى فى اخلاقه وفى جميع تعاملاته نجده يسبقه رقيه .... ونرى محدث النعمه وذلك الذى رصيده من الرقى الروحى والنفسى والإنسانى = صفر ... لقد تأملت كثيراً فى ذلك النموذج فوجدته لا يفرق بين ذكر واثنى حتى وان اختفلت ثقافتهم او شكلهم الخارجى .. فمنهم المصاب بمرض القمع التربوي المستبد و الحرمان العاطفي و منهم إرهابيون مصابون بهوس الاضطهاد و عقدة المؤامرة و من بينهم من يحملون فى يمينهم صكوك الغفران و بيسارهم الجحيم الأبدي لإخافة المرضى و المشوهين و معهم تائهون و فقراء وجهلاء ... وإن حاورهم الشرفاء والصادقون والمتنورون على ندرتهم تجدهم يكيلون لهم الاتهامات جزافا وينعتونهم بالفاظ خاليه من كل ذوق وادب ... والغريب انهم يقولون على نفسهم مثقفون ... وهنا أتساءل أية ثقافة تلك التي يتحدثون عنها ؟ ثقافة الرعاع و محدثي النعم التي تمحي كل يوم هوية الأوطان .... ثقافه منحطة مريضة و غير قابلة لأى علم حديث لأنها ثقافة عدوانية لا تملك القدرة على المحاورة و التعامل بثقة مع الثقافات الراقية ... و مازال بكل خبث مرضى هوس الاضطهاد و عقدة المؤامرة يلقون على مسامع البسطاء و الجهلة أفكارا عقيمة لا حظ لها من المعرفة و العلم و لكنها قادرة بسهولة على الانتشار بين الضعفاء و التعساء و البائسين نفسيا و روحيا لأنها لا تخاطب عقولهم البليدة و المعاقة عن التفكير إنما تُخاطب الجانب المريض في شعورهم المكبوت .... إذن هنا لا تقتصر ثقافة محدثى النعم على من هم نتاج مجتمع وبيئة تفتقر لابسط مستلزمات الحضارة وأنعدام الخدمات العامة وفجأة لقيوا نفسهم فى مستوى مكانوش يحلموا بيه بطريقه أو بأخرى .... أياً كانت الطرق فمعاملته مهما اخفى حقيقته بتكون واضحة وضوح الشمس إذا كان هذا الشخص محدث نعمة أم انسان مولود بالفعل وفى يده ملعقه ذهب مثلما يقال ... فإحداث النعمة لا يقتصر على نقل الانسان من بيئة الى بيئة ولكن ايضا من فكر الى فكر وهنا اتذكر مقوله
سيدنا على رضى الله عنه " اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فان الخير فيها باق ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح فيها باق "