من فضلكو سيبوا الجميع ياخد فرصته

أعتدت يومياً فى الصباح وانا فى طريقى الى عملى شراء جريدتى المفضلة الدستور .. ولكن منذ أيام قليلة بدأت تصدر على النت فأكتفيت بمطالعتها كمثيلتها .. ولكن اليوم مينفعش أطالعها على النت كان لازم اشتريها مش لان معنديش نت .. لكن اليوم محمد سيعود لعمله وهذه جريدتنا المفضلة سويا ... اعتدت يوم سفره لازم انا اللى اجيبها له ... كما يفعل هو نفس الشيئ .... ولكنى لا اشتريها من أى بائع فهو فقط بائعى المفضل ... شاب فى بداية العشرينات ... يعمل بائع جرائد وطالب جامعى فى نفس الوقت ... ذهبت الى مكانه ولم اجده انتابتنى حيرة مذهله .. توجهت للسوبر ماركت الذى كان يجلس بجواره وسالت الشخص الموجود عليه فأجابنى أمشى قدام شوية حتلاقيه فى الميدان ... مشيت وعينى بتدور عليه فى جميع الاتجاهات . فرحت جدا لما عينى وقعت عليه ... وتوجهت اليه مسرعه .. ازيك يا احمد ؟؟ هو انا اغيب يومين ارجع الاقيك مغير مكانك ... امال لو غبت شهر هتعمل ايه ؟؟؟ حأهاجر يا بشمهندسه ... يا ساتر يارب .. ليه كدا وبعدين هى الهجرة سهله كدا ... إنت ليه غيرت مكانك يا احمد ؟؟؟؟ أجابنى بإنكسار .. والله غصب عنى زى ما حضرتك عارفه مكانى هناك من زمان وكل زباينى عارفين المكان ده ... لكن أعمل ايه بتوع البلدية منهم لله ... بيضايقوك ؟؟؟ دول بيقرفونى مش بيضايقونى بس ... طيب ما انت هناك من زمان إشمعنا الايام دى ... لأ هما كدا على طول انا بقسم معاهم الرزق اللى ربنا بيبعتهولى بالنص علشان يسيبونى فى حالى والايام دى انا داخل على امتحانات ومحتاج لكل جنيه وعلشان فى يوم مش اديتهم رموا لى الجرايد فى الشارع ... وبنعيب على الحكومة لما ناس مننا فينا وعايشين نفس الحياة اللى عايشينها وبيعملوا فينا كدا هى البلد دى مش ناوية تنضف بقى ... طيب خلينا منطقيين ... ماهو الجنب اللى انت كنت بتقعد فيه صاحب السوبر ماركت عارض فيه كراتين شيبسى يعنى كدا كدا مشغول .... هل بيعملو معاه كدا ؟؟؟ مش عارف والله بس بجد انا زهقت من كل حاجه مبقتش قادر أواصل ... انا كتير بقعد اقول يارب خدنى علشان استريح ... يا احمد عيب انت شاب مثقف واصبر ان شاء الله خير ... الا قولى مفكرتش تأجر محل صغير كدا تبتدى فيه ... ضحك ضحكة كلها مرار ولاقيته بيقولى انا مش عارف اعمل كشك حتى .. ليه يعنى ... إجراءات معقدة وكل مكان ادخله لازم ادفع .. لحد والله كنت بستلف وانا رايح اعمل الترخيص وفى الاخر السيد المسؤل فى المجلس حط الورق فى الدرج وقالى فوت علينا بكره ... الكلام ده فات عليه شهور وكل لما اسال بكره لحد ما بقيت حاسس مفيش حاجه اسمها بكره .. لاء والنبى بلاش نبرة اليأس دى احنا مش هنفضل فى ليل على طول وباذن الله الشمس هتشرق قريب اوى بس انت اتحمل شوية ... مش عارف ارد اقول لحضرتك أيه بس انا حاسس إن الدنيا كلها متقفلة فى وشى حاسس انى مش قادر اتنفس من الجبال اللى كاتمه نفسى ... وقتها أنا اللى معرفتش أرد عليه ... حسيت بثورة جوايا لكن للاسف ثورة عاجز لا يملك الطاقة ولا السهولة لتفجيرها ... حسيت بتأنيب ضمير طيب إزاى اللى بيدمر بنى ادم بالشكل ده علشان جرة قلم بيعرف ينام ويستريح .... حسيت بالتمرد على كل قوانين العالم وتجاوزها حسيت انى محتاجه اصرخ واعلن باعلى صوتى يا قوة الزمن لن تكسرينا أو تثنينا على أهدافنا او تقتلى امانينا ... قطع احمد شرودى ولاقيته بيقولى انا اسف يابشمهندسه والله اسف ... اسف على ايه بس يا احمد انت عملت لى حاجه ؟؟ لاء اصلى لاحظت انك سرحتى وملامحك أتغيرت ... لا ابدا مفيش حاجه .. ادينى الدستور لو سمحت .. اخدت الجريدة ومشيت مش شايفه اى حاجه من الشارع كل لما ابص على حاجه قدامى اجدها ما هى الا اضافه سرياليه للفنان البوهيمى .. ادخل بخيالى لاى مصلحة حكومية ... لأرى ذلك المسؤل الجالس على كرسى والجميع من حوله ينادونه بالقاب مختلفه لينالوا توقيعه الكريم ... وعندما يأتى له شاب دون ان يكلف ذلك المسؤل خاطره بعمل معاينه للمكان المحتاج ترخيص من عدمه يرمى الاوراق فى الدرج حتى تهترئ ... حينها فقط اراه شيطان فى ثوب رجل ... واعود بفكرى لواقع المجتمع فالدكتور يريد ان يصبح ابنه دكتور والمهندس يريد ان يكون ابنه مهندس واستاذ الجامعه كذلك ... ويبذل قصارى جهده للترقى بابنه فى اعلى الدرجات حتى ولو كان يفتقر الى ما يؤهله لهذه الدرجة ... ونفس الدكتور او المهندس او استاذ الجامعه حينما يتقدم له شاب من الطبقه المتوسطة يتغاضى عن مستوى ذكائه وتقديره العلمى لياخذ ورقه ويرميه جانباً حتى يهترأ ... ألهذا الحد نعود بأيدينا للطبقية .. ألهذا الحد اصبحت البلد وسية لمن يملك المال والنفوذ اما العامة فلا يحلمون بالوصول اليهم ... فابن البواب محكوم عليه ان يظل بواب حتى لو كان حاصل على درجة الامتياز ... اى بلد محترم بتستغل طاقات الشباب وتوفر لهم الدعم حتى تساعدهم على الاستثمار ... شباب مصر مش عاله عليكو يا سادة .. دى بلدنا ولينا حق فيها زى ما ليكو .... من فضلكو سيبوا الجميع ياخد فرصته.