بالأمـــس كــان هــنــا .... بالأمس كان مـعـــى

فلاش باك ونرجع بالزمن سنة بالظبط ... مع إنى مشروعى الخاص عمره 4 سنين ... لكنى معرفتوش غير من سنة بس كنت بشوفه فى الشارع كتير ... وانا رايحة او جاية كان دايما يبص لى ويبتسم وكأنه منتظرنى أقوله السلام عليكم .. لكن هيهات ... مبقولهاش لحد اعرفه يبقى هقولها لحد ما اعرفوش .... لاول مرة كنت اتكلم معه وجهاً لوجه ... قاعده على جهازى المفضل فى السيبر مشغولة بعمل سيرش عن موضوع بحث لأحد الأشخاص ... لاقيته واقف قدامى بابتسامته اللى دايما يبتسمها لى اثناء مرورى عليه ... انا قولت الجيران مطنشينا ومش بيعبرونا نعبرهم إحنا ... وقتها ضحكت ضحكة كبيرة أوى مش عارفه ليه لحد دلوقتى ... بس رحبت بيه جامد وقولت له لازم تشرب حاجه ... طيب انا حشرب اللى انتى حتشربيه ... اوكى انا قهوة مظبوط .. قالى يبقى زيك بس خليه يعملها لى فى كوباية ... جت القهوة وقعد يتكلم معايا ... انتى ليه مش بتكلمى حد ومع نفسك كدا .. ده حتى تحسى إن الحياة وحشة وكدا تكبرى بسرعة مع انك والله زى القمر .... الله يخليك ده من زوق حضرتك ... بس انا فعلاً مش بعرف اتعامل مع حد
صحباتى هما اتنين ومش بنشوف بعض كتير واحده دكتورة مشغولة مع العيانيين والنبطشيات والتانية برضه عندها مشروع خاص بيها ومشغولة فيه ... وبالتالى مش بنشوف بعض اوى غير فى المناسبات .... طيب الجيران يعنى اتعرفى عليهم اتعاملى معاهم .... كله الا الجيران ... دول ناس وحشين ومش عايزه اتعامل مع حد انا يكفينى بس هما اتنين وانت عارفهم .. لاقيته بيقولى مين دول اذا كنتى طول الوقت مع نفسك ... ولا لما تيجى سيرتك ابص الاقى اللى بيرد بعد ذكر اسمك مباشرة يقول الانزوحة ... الكلمة ثبتت فى دماغى لحد ما جيت هنا لحد عندك ولما اتكلمت معاكى لقيتك عكس كدا تماما .... ليه تخلى الناس تاخد عنك الفكرة دى ... مش مهم بقى يقولوا اللى يقولوه الناس مش بتسيب حد فى حاله ... عموماً انا جيتلك لحد عندك وإياكى ثم إياكى تعدى ومترميش عليا السلام ..... قولت له ايه هتقطع عليا الطريق ... قالى وانا اقدر ... ده الشارع كله تحت امرك ... برضه مكنتش برمى عليه السلام ... بس كان يشوفنى جاية من اول الشارع الاقيه بيبتسم لى ابتسم له وامشى ... كان بيزورنى كتير ... دايماً يسأل عنى ... لو ماشى بالليل من قدام السيبر وشافنى يجى يقولى انتى كدا متاخرة قومى روحى ... ولا استنى انا حوصلك ... لالالا انا هروح لوحدى ...طيب خدى بالك من نفسك واوعى حد يعاكسك ... لاء متخافش اللى يبص لى بعين حخرم له عنيه الاتنين .... اصلا طول ما انا موجود محدش يقدر يبص لك ... يلا بقى علشان متتاخريش ولو اتاخرتى فى المواصلات رنى لى ... لو جه يسال عنى وملقنيش يتصل يشوفنى فين ... كان كل لما يشوفنى يقولى مفيش احسن من الصحيان بدرى وانتى بتنزلى السيبر الساعه 12 ده شغل ايه ده انتى لازم تكونى مسؤلة شوية ... خلاص يا سيدى تعبت من كتر المسؤلية والله .... اوعى تقولى كلمة تعبت دى وانا موجود .... فى الصيف بيكلمنى انتى فين سالت عليكى فى السيبر مش لاقيتك ... ليه فى حاجه ... لاء بس بسال عليكى ... انا فى جنينة مول ... نعم بتعملى ايه مع صحابى طيب مش قولتى ليه كنت جيت معاكو ... تيجى معانا فين يا عم الحاج وبعدين ده واحده من البحرين والتانية من الامارات يعنى انا نفسى مش شوفتهم قبل كدا ... طيب ما تخليهم يجوا فاقوس ...لاء مفيهاش مكان ممكن نخرج فيه .. انتى بتهزرى بقى ... ده انا حخليهم مش يسافروا تانى بلادهم ... ليه يعنى ... يابنتى هنوديهم الارض ... هو انت عندك ارض ... امال ايه ... هتتجوزينى بقى ولا ايه ... لاء ياعم انا مش بتجوز اصلا ... طيب انتى اللى خسرانة ... المهم اعزميهم وقولى لهم يجوا ... مش عارفه هشوف كدا ..... طيب لما ترجعى ابقى اتصلى .. لاء لما ارجع ها اجى لك بس خليك فى مكتبك .... حاضر انا مستنيكى ... وفعلاً رجعت عنده ... ايه ده انتى راجعه الساعه واحده طيب والنبى ينفع كدا .. بصراحة لاء بس معلشى الدنيا صيف بقى ... طيب الوقت كدا متاخر اوى مش ينفع تروحى لوحدك ... قول انك بترسم توصلنى صح .. بصراحه أه .. بس برضه مش هتجوزك ... برضه انتى الخسرانة نضحك احنا الاتنين بصوت عالى ونخرج .... الاسبوع اللى بعدها عزمت فعلا صحباتى اللى كنت معاهم فى جنينة مول ... ورحنا الارض عنده ولاول مرة اشوف فى حياتى جمال طبيعة زى اللى شوفته فى اليوم ده ... ولحد دلوقتى كل لما واحده من صحباتى تكلمنى تحلفنى اوصله السلام ... ولما اوصله سلامهم ... يضحك ويقولى شوفتى مش بقولك حيشوفوا يوم ميقدروش ينسوه ... كان كل لما يسال عنى واقوله انا فى الجيم يفضل يقولى نفسى افهم جيم على ايه انتى فيكى حاجه للجيم ده .. ده حتى هدومك باظت ومبقاش فى حاجه لايقه عليكى ... ارحمى نفسك ... اوعدينى بقى والنبى متروحيش تانى ... اقوله لاء ما هو انا بروح علشان تطلعنى بقى من دماغك وابقى وحشه ... برضه مهما عملتى هتجوزك ... اقوله بعينك ... برضه انتى الخسرانة ... لما عرف انى تسرقت كان جنبى ثانية بثانية ... وكل يوم زيارة وكل ساعه تليفون ولما الحرامى اتقبض عليه جمع مخبرين المنطقة وجابلهم حاجه ساقعه وكل واحد علبه سجاير .... اول ما شوفت المنظر ده قولت له ده واجبهم قالى لاء اصلى مبسوط منهم .... وبعدين استنى بقى فين الحاجه الحلوة بتاعتى ... ليه هو انت اللى قبضت علي الحرامى ... لاء انا كنت بزورك كل يوم وخسرتينى مكالمات اد كدا ... ماشى يا عم المبذر ... يا جميل انا كلى ملك ليك ... بس انتى وافقى بقى .. لاء برضه مش هتجوزك ... برضه انتى الخسرانة .... قبل رمضان بيومين بالظبط جاية من مشوار بعيد وماشية بشرب بيبسى كنز ... والطبيعى انى معدية من قدامه لان الطبيعى انه فى طريقى ... شافنى جاية من بعيد لاقيته خارج بيقولى خلاص مفيش الكلام ده تانى رمضان كلها يومين يعنى المفروض تدربى نفسك بقى على العطش ... يا عم سيبها لله لما يجى رمضان حصوم متقلقش ... يعنى اعتبر ده وعد ... ليه هو حد قالك انى مش بصوم ... طيب وايه النظام هتفضلى تلبسى بناطيل برضه فى رمضان ... وهو انا يعنى لابسه شورت ما انا لبسى كويس ... والله انا عارف ... طيب ما تجيبى شوية بيبسى بقى علشان اجرى وراكى ..... نفسك هيتقطع من الجرى وبرضه مش هتجوزك ... لاء متخافيش انا نفسى طويل وبرضه انتى الخسرانة ... كل يوم فى رمضان موصر انى لازم اروح افطر مع ولاده فى البيت ... بل فى يوم لاقيت بنته بتلح عليا انى لازم احدد يوم واروح افطر معاهم ... قولت لها تعالى انتى افطرى معايا .. قالت ماشى بس تعالى انتى عندنا ونبقى صحاب عادى قولت لها احنا اخوات لان الصحاب بسيبوا بعض لكن الاخوات عمرهم ما بيبعدوا عن بعض ضحكت قوى ولاقيتها قامت حضنتنى ... يمكن علشان معندهاش غير اخ ولد بس ومش عندها اخوات تانى علشان كدا حست فعلا انى اختها ... بس برضه مرحتش وزعل منى جدا وبالرغم من كدا مبطلش ولا يوم يسال عنى ... وتوالت الايام وكل يوم برتبط بيه جداً وبتعلق بيه اكتر من اليوم اللى قبله ... ظروف شغله كانت تستدعى الغياب هناك لايام كتير وكان يجى اجازت على ايام متقاطعة ... وبالرغم من تلاهى الدنيا الا انه مكانش بيفوت يوم من غير ما يتصل يسال عنى ... فى الاسبوع اللى فات قفلت تليفونى لمدة 4 ايام متوالية ... كل لما يتصل يلاقى تليفونى مغلق ... جتنى بنته ايه يا نونوز وده كان الاسم اللى دايما ينادينى بيه عمرى ما سمعت منه اسمى الحقيقى مكانش بيقولى غير يا نونوز بابا بيتصل بيكى وتليفونك مقفول خير ... معلشى بقى هفتحه اعتذرى له ... رجع من الشغل وجه سلم عليا .... ها يا نونوز اخبارك ايه انا زعلان ليه تليفونك مقفول الايام دى كلها ... معلشى والله ظروف وخنقه ووجع دماغ قولت اريح الناس منى شوية ... ليه خير فى ايه هو مش انتى قولت لى كن صديقى ... هو فى اصدقاء بيخبوا عن بعض حاجه ... لا والله انا مش مخبية حاجه ومفيش اى حاجه اصلا عادى يعنى ... لاء مش عادى بس مش هضغط عليكى انتى تروحى دلوقتى والصبح قبل ما تيجى السيبر تيجى تشربى معايا القهوة علشان عايز ادردش معاكى ... اااااااه انا قولت لك كن صديقى مش توجع لى دماغى انا هروح ... ماشى يا لميضة هانم المهم الصبح حتشربى قهوتك معايا .... قول ان شاء الله ..... الصبح جالى تليفون .... نانا انتى فين دلوقتى ... انا فى الطريق ... طريق رايحه فين يعنى .... رايحة السيبر ... طيب تعالى بسرعة ... ليه فى ايه .... اصل البقاء لله ... فى مين .... الحاج ممدوح .... نعمممممممممممم انت بتهزر يابنى ادم انت ايه الكلام اللى بتقوله ده ... وهو ده فيه تهريج برضه والله العظيم مات .... طير ياض انت كداب و قفلت السكة فى وشه ..... جيت من قدام مكتبه كالعادة ... ورقة عريضة ومكتوبه بخط كبير ... مغلق لوفاة صاحبه .... مش ممكن ده كدب ... ومشيت اكلم نفسى فى الشارع ايه الناس المهيسة اللى بتطلع اشاعات دى ... مرحتش السيبر عندى ورحت عند الشخص اللى كلمنى علشان يقولى الخبر ... وانا ماشية الشارع كله ساكت الناس فى حالة زهول كل المحلات مشغلة قرآن ... دخلت عنده ايه اللى بيحصل ده ايه الكلام اللى انت قولته ده ... الراجل كان لسه بيكلمنى بالليل وكويس جدا ومش بيشتكى من اى حاجه بالليل ده يعنى من كام ساعه بس ... والله زى مبقولك يا بنتى احنا حنكدب عليكى ليه وانا رايح دلوقتى الدفنه .... طول اليوم بتعامل عادى ومش مصدقة وبضحك وبهزر ولا كان فى اى حاجه ولا حاسه باى حاجه .... وكل الناس دى كدابة واللى بيجوا يسالونى دول كدابين والورقة اللى مكتوب فيه الخبر دى كدابة هو هيجى دلوقتى يسال عنى ويشرب معايا القهوة .... دلوقتى بس صدقت ... دلوقتى بس لما شوفت بنته اقتنعت ... كنت باهيس بكلام مش عارفه انا بقول ايه .... ليه الناس اللى انا بحبهم بيسيبونى ويمشوا ... وليه الناس اللى انا برتبط بيهم اوى ببص جنبى مش بلاقيهم ... ليه لما حسيت ان فى حد قريب منى اوى واقف جنبى فى كل حاجه مشاركنى كل لحظاتى .... مبيفرقش فى المعاملة بينى وبين بنته وفجأة بصيت مش لاقيته .... بعد شوية لاقيتها هى اللى كانت بتواسينى بعد ما كنت انا اللى بواسيها ....
مش عارفه اقول والدى العزيز ولا اخويا الكبير ولا صديقى .... لاء انت كل دول فى بعض ...
إلى جنة الخلد يامن لا تكرر فى هذه الحياة مرة أخرى
الى جنة الخلد يامن نزف له قلبى قبل عينى