عاد الشتاء ليجدد ذكرياتى

عاد الشتاء يطرق الابواب ... عاد الشتاء ويحمل لى بين يديه اجمل هدية .. احلى لحظات حياتى

أتمنى لو أعيش عمرى كله فى شتاء .... لذا أعشق لندن عاصمة الضباب ....

أسعد لحظات حياتى وانا ارى قطرات المطر من خلف زجاج نافذتى ....

البعض من أصدقائى يعلمون مدى سعادتى بهذه اللحظة ... واول ما الدنيا تمطر الاقى كام تليفون ورا بعضهم

شايفه الدنيا بتمطر ... اكيد انتى مبسوطة دلوقتى .... اه شايفه الحمد لله ومبسوطة جدا .... الطرف التانى : طيب بما انك مبسوطة بقا ... ممكن طلب .... ايون ... إبتدى الإستغلال ..... يضحك كلانا للأخر ضحكة صفاء وسعادة مبحسهاش كتير .... احياناً ببتسم ابتسامة باهته لتكملة المنظر العام ومن جوايا بيقولى انتى منافقه علشان انتى اصلا مش ليكى نفس تضحكى ... إنما فى الوقت ده بالذات .... الضحكة بتخرج من قلبى .....

وقت سقوط المطر ... اعود بذاكرتى لمدرستى الإبتدائية وافتكر لما السما فجأة أعلنت حرب برق ورعد وكأن القيامة حتقوم ... المدرسين خافوا احسن المدرسة تقع علينا قالوا لنا روحوا .... كنت شايفه الجميع عمال يجرى تحت المية ... ما عدا انا كانى كنت طفل يتعلم المشى وماشية بقمة الهدوء ومش بفكر فى حاجه غير انى مش عايزة اوصل البيت دلوقتى ... وبعد ما وصلت البيت كانت ماما وصلها قبلى خبر اننا خرجنا بدرى اول ما شافتنى لاقيتها بتصرخ فى وشى اتاخرتى ليه قلقيتنى عليكى وايه اللى انتى عاملاه ده ... كدا حتاخدى برد ... يرضيكى سهر ماما وزعلها عليكى لما تتعبى ... وقتها اعتذرت لها وقولت لها مش هعمل كدا تانى ..... لكنى للأسف بمنتهى السرعة نقضت معها عهدى لأن لحد دلوقتى دى عادتى ... اعشق المشى تحت المطر ....

أتى الشتاء ليذكرنى بأجمل ايام حياتى ..... ذلك اليوم الذى قضيناه على شاطئ النورس ببور سعيد ...الجو من الصبح ربيعى .... اخدنا جولتنا فى الميناء ... اتفقنا بالعبور إلى بور فؤاد .... لكن أمام سينما النورس نظرنا كلانا للاخر ..... وكان عيوننا تعتذر عن نقض الاتفاق .... كم من الوقت مر بالداخل ... لا اعلم .... خرجنا لنجلس على الشاطئ .... وما أن بدأ الحديث ... حتى اعلنت السماء عن سعادتى إنها قطرات المطر .... حينها نظر لى بابتسامته المعهوده وقال ... علشان تعرفى بس انى مش حارمك من حاجه ... وعلت ضحكاتنا المكان ...

وبالرغم من ان ذكرياتى مع الشتاء تسعدنى ألا أنها لا تخلو من بعض الآلام

فما زلت اذكر ذلك اليوم الذى شعرت فيه بان العالم كله ضدى منتصف ديسمبر ... احسست بقسوة وظلم لا يطيقها بشر .... وجدت نفسى اهرب إليه ...بالرغم من وعودى المغتصبة رغما عنى بعدم رؤيته ... لكنى وجدت نفسى اهرب منه إليه .... كنت اعرف كل مواعيد محاضراته ... وعارفه انى ممكن مش اقابله لكن احتياجى ليه دفعنى رغما عنى ... اثناء سيرى على كورنيش المعادى وقفت للنيل اشكو إليه وفجأة اختلطت دموعى بقطرات المطر ... وما أن وصلت كليته حتى رأيته أمامى ..... الحمد لله إنى لاقيتك .... قالى حاسس انى تايه مشتت علشان كدا كنت مستنيكى .... لكن بتبكى ليه ... قولت له ده مطر قالى وعنيكى حمرا كدا برضه من المطر ... ما تعرفيش ان دموعك دى بتقلتنى ..... أتذكر معى ذلك اليوم ... أتذكر معى مكتبة جامعة القاهره ... ومكاننا الذى شهد خنقاتنا اللى كانت مبتنتهيش ولحظات ضحكنا .... كوفى وسط البلد ..... يا إلهى كم افتقدك .....

أتى الشتاء ليذكرنى بتلك اللوحة الفنية التى لا يستطيع رسمها سوى خالق الكون وحده جل وعلا ... ذلك الطريق الطويل الذى تحيطة من الجانبين الاشجار العالية ..... روعة السماء رغم الغيوم .... سكون الليل ... صوت منير لما النسيم ... قطرت المطر تتساقط أمامى .... حينها فقط اشعر بأنى أملك العالم ... اريد الصراخ ليعلم الجميع مدى سعادتى ........ اتذكر منذ ايام قليلة اثناء عودتى من القاهرة شاء القدر ان اعود من ذلك الطريق وجدتنى انظر اليه بشده و اتسائل ......اه يا طريق الذكريات ... اما ذلت تذكرنى وتذكر تلك اللقاء .... ام انك نسيتنى لأنى الآن وحدى وبين اشخاص غرباء .....

أتى الشتاء ليجدنى ممسكة بعقارب الساعه منذ وداعى له مع اخر قطرة مطر .... والآن أقولها وانا فى قمة سعادتى .... اهلاً بك مجدداً ....و أهلاً بحقيبة ذكرياتى التى تعيدنى من جديد إلى الحياة