رغم الانتهاكات الفاضحة

ابراهيم عيسى : رغم الانتهاكات الفاضحة.

رغم المخالفات الفادحة.

رغم غياب وتغييب الإشراف القضائى وتحويله إلى إشراف المُوَالِين والموظفين.

رغم المتاجرة الرخيصة بالدين والكذب على الناس بزعم دنىء ومزيَّف أن الموافقة على الدستور هى انتصار للشريعة والشرع.

رغم حملات الإعلام الحكومى والدعايات السوداء السافلة.

رغم خطب الجمعة التى استغلت المنابر بطريقة سافرة.

رغم مليونيات الخوارج المدّعية دفاعًا عن الإسلام ضدَّ الكفار.

رغم البذاءات والشتائم والسباب والطعن والتهديد والترهيب والترويع والتشنيع من وعاظ غلاظ ودعاة أفظاظ ضد المعارضين.

خرجت مصر لترفض الدستور الإخوانى.

يعرف الإخوان جيدا -فهم يكذبون علينا لكن لا يكذبون على أنفسهم- أنهم خسروا خسارة فادحة ومعهم فريقهم التابع من التيار الإسلامى المخلص والمتحمس والمستغلق فكريًّا والمستغفَل سياسيًّا.

يعرف خيرت الشاطر أن الجماعة زوَّرَت بطريقة واسعة وانتهكت كل الأخلاق السياسية وأنها باتت بنفس انحدار النظام السابق فى التزوير بل وأعمق حضيضا فى تزييف إرادة الشعب مستخدمة أسوأ الأساليب انحطاطا، وهى التجارة بالدين وتكفير المعارضين المخالفين إضافة إلى تسويد البطاقات وتبديل الصناديق وتدخُّل المشرفين وتجنيد الموظفين.

الآن سقط القناع عن القناع عن القناع، وظهر وجه الإخوان الحقيقى فاشلًا وكاذبًا ومزوِّرًا.

الآن مصر قالت لا للإرهاب والإرهابيين.

ولا للإقصاء والاستحواذ.

لا للميليشيات والعصابات.

لا لخطف مستقبل مصر.

لا لتقسيم مصر.

بكل المقاييس «لا» كسبت فى التصويت.

لو حذفنا أصوات التزوير وكل عمليات التضييق على الاقتراع ومنع المواطنين وإغلاق اللجان قبل المواعيد المقررة والتحرش بالصوت القبطى فإن «لا» هى الرابحة وهذا الدستور باطل.

لا يوجد دستور فى الدنيا يمر عبر هذا التوتر وبهذا الانقسام وبتلك الفتونة وهذا الإرهاب وذلك التزوير، وإذا رغب مرسى فى أن يدوس على جثة البلد فإن البلد لن يسمح له أبدا مهما ظن هو أو زعم منافقوه أنه يملك الشرعية، فالشرعية لا يمكن أن تمنحك حقّ كسر وتجاوز وتحطيم الشرعية.

إذا استمر الإخوان فى تزوير إرادة المصريين فسيكون لدينا رئيس يحكم بواحد ونصف فى المئة ودستور يتحكم بأربعة فى المئة.

وهذا لن يقبله الشعب ولن يتقبله المواطنون.

وسيغيرونه الأسبوع القادم أو بعده، لكنه لا يمكن أن يستمر بسياسته الإرهابية.

مرسى يجعل مصر بلدين لا بلدًا واحدًا.

مرسى يجعل مصر شعبين لا شعبًا واحدًا.

مرسى إذن لا ينجح إلا فى الفشل.

تعليقات

المشاركات الشائعة